بسم الله الرحيم !
رأى رجل جحا وهو يبذر و يحصد حباً فأراد أن يسخر منه فقال جحا إنك ونحن تزرع نأكل ثمر تعبك
فقال جحا : صدقت فإني أبذر حب البرسيم
سئل جحا : متى يوم القيامة ؟
فقال : وأي قيامة تعنون ؟
قالوا : وهل القيامة متعددة ؟
قال : نعم ، إذا ماتت امرأتي فتلك القيامة الصغرى
وإذا مت أنا فتلك القيامة الكبرى
سئل جحا : أيهما أفضل المشي خلف الجنازة أم أمامها
قال : لا تكن في النعش وامش حيث شئت
كان جحا يعمل حمالاً فاستأجره رجل ذات مره ليحمل
له قفصاً فيه قوارير من زجاج واتفق معه على أن
تكون أجرته أن يعلمه الرجل ثلاث خصال ينتفع بها
فحمل جحا القفص ولما بلغ ثلث الطريق قال للرجل
هات الخصلة الأولى
قال الرجل : من قال لك أن الجوع خير من الشبع فلا
تصدقه ، فقال جحا : نعم
فلما بلغ ثلثي الطريق قال جحا للرجل : هات الثانية
قال الرجل : من قال لك أن المشي خير من الركوب
فلا تصدقه ، فقال جحا : نعم
فلما انتهى إلى باب الدار قال جحا : هات الثالثة
قال الرجل : من قال لك أنك ستأخذ أجراً على حملك
القوارير فلا تصدقه
فرمى جحا القفص على الأرض وقال للرجل : من قال
لك أن في هذا القفص قارورة واحدة سليمة فلا تصدقه
صعد جحا يوماً على المنبر وقال : أيها الناس هل
تعلمون ما أقول لكم ؟
قالوا : لا
قال : حيث أنكم لا تعلمون ما أقول فلا فائدة للوعظ في
الجُهّال ، ونزل من على المنبر
وصعد يوماً آخر وقال : أيها الناس هل تعلمون ما
أقول لكم ؟
قالوا : نعم
قال : حيث أنكم تعلمون فلا فائدة من إعادته ثانياً ونزل
من على المنبر ، فاتفقوا على أن يقول جماعة منهم نعم ، وجماعة لا
ثم صعد جحا يوماً آخر وقال : أيها الناس هل تعلمون
ما أقول لكم ؟
فقال بعضهم : نعم ، وقال آخرون : لا
فقال لهم : على الذين يعلمون أن يعلموا الذين لا
يعلمون ، ونزل
المصدر : موسوعة قصص وطرائف ونوادر العرب
لسامر محيي الدين